{ وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ للَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
قوله جلّ ذكره: { وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ للَّهِ }.
إتمام الحج على لسان العلم القيام بأركانه وسننه وهيئته، وإراقة الدماء التي تجب فيها (دون) التقصير في بعض أحوالها.
وفي التفسير أن تحرم بهما من دويرة أهلك.
{ ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُونِ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }
{ ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ } بين الله تعالى مواقيت العبادة لئلا يتساموا عباده عن خدمته ويقعوا بفتورهم في مقته وايضا حتى يسكن اهل المعرفة عن اثقال العبودية في بسطهم برؤية الربوبية وانتقالهم بمشاهدة الرحمٰن عن زحمة الامتحان ووقت الحق لاهل خالصة فى سلوكهم واتيانهم لبساط القربة احانين الصفاء والوفاء والطمانية واليقين وجمع لهم ليعرفوا ان القصد لا يتهيأ الى بساطه الا فى هذه الاوقات المعلومة قال النصرابادى وقت الله
لعبادات باوقات ليتاهب العبد لها قبل اوانها بادائه الطهارة ولم يوقت المعرفة لئلا يتجلى العبد سره عن مراقبة المشاهدة بحال { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ } اى اجتنبوا على الالتفات الى غيرى في استقبالكم اليّ فاني زادكم فى جميع الاحوال ولا تحتاجون الى حد سواى وايضاً اذا اردتم ان يقطعوا قفار الديمومية وذلوات الازلية فتزودوا على مراكب القلوب نور الانانية لارواح العاشقة فى سير النيوب وخافوا عن فقدى فان خير الزاد فى طلب وصلي الافتقار الى مخافة فقدان قربى { وَٱتَّقُونِ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } لانكم اهل الخصوص بانوار العقول فمن يعقلنى بنعت العظمة لا يسكن روعته فى دار امتحانى وقيل وتزودوا فان خير الزاد التقوى هو خطاب للخاص لانه لا زاد للعارف سوى معروفة ولا للمحب سوى محبوبه وانشدوا
{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَٰتٍ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَٰكُمْ وَإِن كُنْتُمْ مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ }
{ وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ } اى اذكروه بلسان عرفان نعمة تعريف نفسه لكم كما هداكم الى معرفته و خصائص قربته.
إرسال تعليق